غزة في عيون القرآن (باللغة العربية) هذا الكتاب هدية لكل صاحب قلب وضمير حيّ، لكل من ناصر أهل غزة ولو بكلمة، لكل من تألم لألمهم وفرح لفرحهم وحزن لحزنهم، لكل من ناصر قضيتهم العادلة، لكل من لم يرض بالظلم والإبادة، فإن كنت من هؤلاء فأنت بالفعل شخص نبيل وأسأل الله أن يبارك فيك. هذا الكتاب كتبته في ليلة واحدة، لم أكن انظر إلى الساعة بل كنت مستمتعاً وأنا أكتب كل كلمة من كلماته، أحسست بالحزن والفرح خلال هذا الوقت، بالفرح لصبر أهل غزة وثباتهم والجنة التي تنتظرهم، وبالحزن للواقع الأليم الذي يعيشونه والذي لا نستطيع رؤيته أو تخيله؛ فكيف بالذي يعيشه ليلا ونهاراً! قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينا تُرجَعونَ﴾ [الأنبياء: ٣٥] أخي القارئ: لا حياة بلا ابتلاء ولا جنة بلا صبر وثبات، هذه خلاصة الدنيا وخلاصة ما حدث ويحدث في غزة ولأهل غزة. هذا الكتاب "غزة في عيون القرآن" ركزت فيه على قضية يتساءل عنها الكثير من الناس؛ وهي: لماذا يسمح الله بهذه الابتلاءات والاختبارات في غزة؟ ما مصير من استشهد؟ لماذا لا ينصر الله عباده المؤمنين من دون قتال؟ ما هو أجر الصابرين في هذه المعركة؟ هل المقاومة مُذنبة فيما فعلته في ٧ أكتوبر؟ ولماذا فعلت ذلك؟ كيف بدأ احتلال فلسطين؟ وكيف هو إجرام الصهاينة وإرهابهم عبر السنين؟ وهل فلسطين عربية الأصل؟ أهمية فلسطين والمسجد الأقصى للمسلمين وواجبنا اتجاههم. النفاق الغربي في تعامله مع غزة ومع المقاومين أصحاب الأرض، وازدواجية معاييره. كل ذلك بالدليل من القرآن الكريم وبأسلوب بسيط وحواري بين شخصين، وهدفي في ذلك محاولة تثبيت قلوب المسلمين على الإسلام وزيادة ثقتهم بحكمة الله وتدبيره، وألا نجعل مدخلا للشيطان للوسوسة والتشكيك بالله، ولزيادة وعي الناس لما يجري من ظلم وإرهاب ضد إخواننا في غزة من قبل الصهاينة وأعوانهم، وتذكيرهم بأهمية نصرتهم. إقرؤوا هذا الكتاب وعلموه لأولادكم وانشروه لعل صوتنا يصل للعالم، ولعل هذا العالم يفيق من نومه العميق لنصرة أهل غزة المظلومين، ولعلنا كمسلمين نكون ممن ساهم ولو بالقليل لنصرة إخوانهم المستضعفين في غزة، وإنه لجهاد نصرٌ أو استشهاد. والله من وراء القصد. د.أحمد عبده أكتوبر ٢٠٢٤