FacebookTwitterYouTubeDailymotionScribdCalameo
SlideshareIssuuPinterestGoogle plusInstagramTelegram
Chat About Islam Now
Choose your country & click on the link of your language.
Find nearby Islamic centers & GPS location on the map.

Our Islamic Library contains:
Islamic TVs channels LIVE
Islamic Radios LIVE
Multimedia ( Videos )
Multimedia ( Audios )
Listen to Quran
Interactive files & QR codes
Misconceptions
Islam Q & A
Morality in Islam
Articles
The Noble Qur'an
Understanding Islam
Comparative Religions
Islamic topics
Women in Islam
Prophet Muhammad (PBUH)
Qur'an and Modern Science
Children
Answering Atheism
Islamic CDs
Islamic DVDs
Presentations and flashes
Friend sites

Articles' sections



Author:


Go on with your language:
qrcode

لماذا خلق الله حيوانات عنيفة وخطيرة؟

Viewed:
1539

لماذا خلق الله

حيوانات عنيفة وخطيرة؟

الدكتور: مصطفى محمود

لماذا خلق الله حيوانات عنيفة وخطيرة؟

الدكتور مصطفى محمود

رابط الفيديو: https://islamic-invitation.com/book_details.php?bID=3330

 

دائما أفاجأ بهذا السؤال ... لماذا خلق الله العقرب؟ وهو حيوان ضار ومؤذي...ألم يقل إنه أسجد الملائكة لآدم، وكرم بني آدم وسخر لهم الكون؟ فلماذا يخلق الله العقرب؟ هذا غير مفهوم! 

الحقيقة أن صاحب هذا السؤال لا يفهم معنى الدنيا، فهو يتصور أن هذه الدنيا هي جنة، ولكن كيف للطيب والشرير أن يستحقا الجنة معاً؟ وخاصة أن أغلب الناس مجرمين! فهل خلق الله الدنيا كحفلة يكافئ فيها كل الناس الأبرار والأشرار معا؟ بالطبع هذا ليس له معنى!

قَدّرَ الله الجنة لمن يستحقها فقط، فهي ليست من حق كل أحد، فمنهم من يسأل لماذا يحدث معي كذا وكذا معترضاً لماذا كل هذه الشرور! فأقول له هل تريد هذه الأرض أن تكون جنة؟ وهل أنت تستحق الجنة أصلاً؟ لو كنت تستحق الجنة ولو كان كل الناس يستحقون الجنة فعلاً لخلقها الله كذلك.                                                                                  

أبلغنا الله سبحانه وتعالى بأن دخول الجنة بعد يوم القيامة، وسيفوز بها من يستحقها فعلاً من البشر، وأن الأمر يستدعي أولاً عملية فرز لمنازل ومراتب الناس لأن بهم المجرم والسافل واللص والشرير...الخ، فلابد من فرز البشر أولاً، فخلق الله هذه الدنيا لفرز البشر أولاً، فجعلها الله هذه الدنيا دار امتحان ودار ابتلاء، والله لم يستثني أحد من الابتلاء، حتى الأنبياء فقد أبتلاهم الله، فالأنبياء هم أكثر الناس بلاءً. وعندما سئل النبي r أيُّ الناس أشد بلاءً؟ قال: الأنبياء، ثم الأمْثَلُ فالأمثل[1] فلا يوجد أحد في هذه الدنيا مستثنى من البلاء أبداً... لأنه امتحان عام كلنا جميعاً سندخله.

وبالتالي فإن هذا هو السر لما يحدث في هذه الدنيا مثل: الحر والبرد والأمراض والشيخوخة والميكروبات والشياطين والزلازل والبراكين وكل هذه الأشياء... ولكن الله تدخل برحمته فجعل الصحة هي القاعدة والمرض استثناء ... وتدخل برحمته أيضاً فجعل الطقس المعتدل المحتمل، سواء كان حر أو برد هو السائد، بينما جعل الزوابع والأعاصير والسيول والانهيارات الجليدية... كلها أحداث عارضة.

الله تدخل برحمته مرة أخرى فجعل الخير دائماً منطوي داخل الشر، بمعنى أننا نجد أن الأمراض تٌحدِث مناعة، ونجد أن البراكين تٌخرِج كنوز الأرض، والزلازل تُنَفِس عن الضغوط التي بداخل الأرض وبالتالي تُعيد إليها التوازن. نلاحظ أيضاً أن الحر والبرد يُنبها الشرايين مثل فكرة عمل (الساونا) بالضبط. فكأن كل شر فيه خيرٌ باطن، وهذا أيضاً رحمة من الله.

أيضاً تدخل الله برحمته فجعل من مقارعة الشدائد ومكافحة الأهوال سبيل إلى تكامل النفس، وأن الإنسان يتربى على الجَلَد، فبالتالي لها فائدة.                                                         وأيضاً برحمته أعطى الانسان العقل والحيلة والعلم حتى يحارب الحشرات ويحارب الحر والبرد، وحتى يحول الشلال الى محطة كهرباء ويحول الكثير من الأشياء الى منافع، وفي نفس الوقت يحارب الأمراض بالطب.

وأيضاً تدخل الله برحمته فكشف لنا عن ضرورة الشر وأن الشر كان لا بد منه لأن الشر هو قرين الحرية، لأن الله حين أعطى الإنسان حرية الاختيار معنى ذلك أن الله قد أعطاه أيضاً حرية الخطأ، وعندما نخطئ يقع الشر. فأصبح وقتها الشر نتيجة حتمية للحرية التي منحها لنا الله والتي نمارسها. البديل الآخر أن الله كان يخلق البشر مثل الملائكة ولا نخطئ ومقهورين على الخير... وفي هذه الحالة لن يكون للإنسان أي قيمة.

قيمة الإنسان هي أنه يلجأ الى الله باختياره ويختار العمل الصالح باختياره، لكن هذا الاختيار اقتضى أن الإنسان من الممكن أن يخطئ والخطأ يؤدي الى الشر، فأصبح الشر هو ثمن الكرامة وثمن الحرية.

في النهاية أيضاً برحمته جعل الدنيا بأهوالها دار ضيافة واستضافة، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)[2] أي خلقتكم للمكابدة، لكن برحمته جعل هذه المكابدة محدودة، والدنيا كلها اقامة محدودة وضيافة واستضافة محدودة، وأن الدنيا هي دار ممر والآخرة دار مقر، وأن الدنيا هي مجرد معبر وجسر وكوبري.

ففي النهاية من المعلوم أن هناك من البشر من هم ألعن من العقارب فعلى الأقل العقرب يلدغ فرداً واحداً، ومن الممكن أن تتسبب اللدغة في الوفاة وقد ينجو 90% من الوفاة، ولكن على سبيل المثال تاجر المخدرات فتجارته كاللدغة، ولدغته تصيب ملايين الشباب، وتميت أمم، وتشل مجتمعات، فبالتالي الاعدام العلني لأمثال هؤلاء لا يكفي، ولكن يلزم تعليق يافطة على ظهر تاجر المخدرات  مكتوب عليها: ميكروب السل والجذام والكوليرا لأن تاجر المخدرات مثل الميكروب، وبالنسبة لهذا المجرم يعتبر العقرب أفضل منه كثيراً وذلك بالمقارنة لما يفعله تاجر المخدرات.

وفي النهاية لا نستطيع أن نتصور طبيعة الإنسان بالتفاصيل! فإذا حللناه لوجدنا أن كل إنسان يحمل على الأقل 100 بليون من الميكروبات في جسمه، سواءً كان في شعره أو في قفاه أو تحت إبطه أو في أمعائه، مائة ألف مليون كائن وطفيل وميكروب – منها الضار ومنها النافع – يحملها كل إنسان في جسمه.

ولنعرف أيضاً أن ميكروب بسيط يعيش في الأمعاء واسمه الإيشيريكية القولونية (E-Coli) تمكن العلماء من جعله مصنعاً لهرمون الإنسولين، أغلى أنواع الإنسولين ألا وهو الإنسولين البشري Human) Insulin) وهذا ميكروب، ومن سم إبر النحل تم تصنيع دواء لمرض الروماتيزم، ومن غُدد في صدر النمل تم استخراج مضاد حيوي غريب جداً لديه القدرة الرهيبة على قتل الميكروبات والبكتيريا والفطريات.

 ومن ناحية أخرى، ميكروب مياه المجاري، هل هناك أقذر من مياه المجاري؟ يضعون هذا الميكروب في حاويات كبيرة جداً يملئونها بالفضلات ومواد الصرف الصحي وقاذورات أخرى، وعن طريق نشاط هذا الميكروب ينشأ منه غاز يسمى بالغاز الحيوي لتشغيل المُحركات ولإضاءة القرى، فحتى هذه الميكروبات القذرة قاموا بتوظيفها! لقد وظفوا هذه الكائنات التي لا تنال اعجابك، فليس هناك أسوأ من المجاري وميكروباتها.

ميكروبات الجدري والتيفوئيد والسل والكوليرا وشلل الأطفال جميعها تستخدم في صناعة اللقاحات لتحمينا وتحمي أطفالنا من كل هذه الأمراض، وعندما يذهب الطفل لتلقي لقاح الديفتريا. ما هو لقاح الديفتريا؟
هي ميكروبات تعامل معاملة خاصة وتخفف(attenuated)  وتستعمل في اللقاحات لتعطينا الوقاية.

نصنع من الموت الحياة، بفضل الله ونعمه والعقل الذي وهبنا إياه، ونصنع أيضاً من جلود الثعابين الحقائب والأحذية، ومن العفن نستخرج البنسلين. يقول الشاعر أحمد شوقي: "وَمِنَ السُمومِ الناقِعاتِ دَواءُ".

فعندما يتدبر الانسان ويقلب أوجه التفكير في الدنيا وشرورها يجد أن تركيبتها عجيبة جداً، بحيث أنه لا يوجد بديل أفضل، وكما يقول الفلاسفة القدام: "ليس في الإمكان أبدع مما كان" وأن خالق هذه الدنيا فعلاً هو مُدبر حكيم عجيب في تصرفاته، فاذا ظهر لك عيباً في الدنيا فأنت لم تتمعن في النظر، استدر وألقي النظر من اتجاه آخر فسوف تراه ميزة وليس عيباً.

وكما يقول أبو حامد الغزالي: "لولا اعوجاج القوس ما رمى" فالقوس الذي يستخدم في الرماية، أنت تراه معوج ولا يعجبك حاله ولكن لولا اعوجاجه ما كان ليرمي. هذه وقفتنا اليوم.

 

رابط تنزيل الملف https://islamic-invitation.com/book_details.php?bID=3382

 

 

[1] الترمذي (2398)


[2] سورة البلد، أية رقم 4.

 

 
All copyrights©2006 Islamic-Invitation.com
See the Copyrights Fatwa